بكين، 9 نوفمبر 2023 – أكد مسؤولو التنظيم المالي الصينيون يوم الأربعاء عزمهم على تطبيق قواعد تنظيمية أكثر صرامة لمنع المخاطر المالية مع تعميق الإصلاحات الهادفة لتوسيع عرض السلع وفتح القطاع أكثر، في أعقاب انعقاد مؤتمر العمل المالي المركزي الذي دعا إلى بذل مزيد من الجهود لتسريع بناء دولة ذات قطاع مالي قوي.

وسيعزز بتنفيذ روح مؤتمر العمل المالي المركزي تعديلات السياسة النقدية بشكل عرضي ومضاد للدورة للحفاظ على سيولة معقولة وكافية لدعم النمو الاقتصادي المستقر، وسيتم تقديم المزيد من الدعم للروابط الاستراتيجية والرئيسية والضعيفة، كما قال بان غونغشنغ، محافظ بنك الصين الشعبي، البنك المركزي الصيني، في حفل افتتاح منتدى الشارع المالي السنوي الذي انطلق في بكين يوم الأربعاء.

وأكد بان أن القطاع المالي سيساعد الحكومات المحلية على حل مخاطر الديون، والعمل على تطوير السكن المستدام والصحي. كما سيتم تعميق إصلاح عرض السلع في القطاع المالي، مع تعزيز الإصلاحات القائمة على السوق في مجال أسعار الفائدة وأسعار الصرف لتسريع بناء نظام مالي حديث يحمل الخصائص الصينية.

كما خاطب يي هويمان، رئيس هيئة تنظيم سوق الأوراق المالية الصينية (CSRC)، ولي يونزي، رئيس الهيئة الوطنية للتنظيم المالي، وكبار المسؤولين الآخرين، حفل الافتتاح.

وقال يي إن تعزيز الإشراف على سوق رأس المال والحفاظ على نظام السوق وحماية حقوق المستثمرين المشروعة هي المسؤولية القانونية الأولى والأساسية لـ CSRC.

كما أكد أن الإصلاحات ستتعزز أيضاً. وإن إصلاح التسجيل القائم على السوق ليس ترخيصاً للأنظمة بقدر ما هو هدفه تحقيق تكامل أفضل بين سوق فعال وحكومة نشطة. وقد أدى الإصلاح في الممارسة العملية إلى تدابير تنظيمية أكثر صرامة، وخاصة تعزيز الشفافية، كما أكد يي.

وقال كونغ يي، أستاذ بجامعة تيانجين للاقتصاد والمالية إن انعقاد منتدى الشارع المالي في هذا الوقت الذي يتابع فيه البلاد بشكل وثيق مؤتمر العمل المالي المركزي له معنى خاص.

وأضاف أن الهدف العظيم لبناء دولة ذات قطاع مالي قوي يحقق دفعة قوية للتنمية عالية الجودة في البلاد، وإن القطاع المالي يشهد فرصاً هامة.

في الأيام الأخيرة، أجرت مؤسسات مالية رائدة صينية بما في ذلك بنك الصين وبنك الصين للزراعة وبنك الصين للتجارة الداخلية والخارجية دراسات حول روح المؤتمر الرئيسي.

وقال بنك الصين إنه سيلعب دوره كبنك حكومي كبير في زيادة الجهود في مجالات التمويل التقني والتمويل الأخضر والتمويل الشامل وتمويل التقاعد والتمويل الرقمي. وسيواصل البنك العمل كقوة رئيسية في خدمة الاقتصاد الحقيقي وكـ “حجر زاوية” في الحفاظ على استقرار النظام المالي، حسبما ذكر.

وقال غوان تاو، الاقتصادي الرئيسي العالمي في بنك بوك إنترناشيونال تحت بنك الصين، إن القطاع المالي هو دم الاقتصاد الوطني ومكون أساسي للقدرة التنافسية الأساسية للبلد، لذلك فإن بناء قوة مالية ضروري لبناء دولة ذات قدرة اقتصادية قوية.

وقال وانغ بينغ، باحث مشارك في أكاديمية بكين للعلوم الاجتماعية لصحيفة غلوبال تايمز يوم الأربعاء إن تصريحات كبار المسؤولين الماليين في المنتدى توفر مزيداً من المؤشرات لفهم المؤتمر الهام الذي سيساعد القطاع المالي على خدمة الاقتصاد الحقيقي بشكل أفضل والحفاظ على استقراره المالي في الوقت نفسه الذي يمكنه فيه منع وحل المخاطر المالية النظامية.

وقال إن المخاطر الحالية تحت النظام المالي الصيني لا تزال نسبياً قابلة للسيطرة، لكن هناك ما زالت قضايا معينة يجب معالجتها، مثل مخاطر المؤسسات المالية الصغيرة والمتوسطة الحجم ومخاطر سوق العقارات.

منذ نهاية يوليو/ تموز، اتخذت السلطات تدابير متعددة لحل مخاطر الديون الحكومية المحلية، بما في ذلك إصدار سندات إعادة التمويل الخاصة. وفي المستقبل، قد يتم وضع آلية طويلة الأجل للتعامل مع مخاطر ديون الحكومات المحلية مع إنشاء نظام إدارة الحكومات المحلية الملائم للتنمية عالية الجودة، حسبما قال غوان.

بالإضافة إلى فعالية صد مخاطر التمويل وتفكيكها، أكد المؤتمر أيضا أن البلاد ستواصل فتح مؤسساتها المالية بشكل مستقر وتسهيل الاستثمار والتمويل عبر الحدود، لجذب المزيد من المؤسسات المالية الأجنبية ورؤوس الأموال طويلة الأجل للاستثمار والعمل في الصين.

“لن تتوقف الصين أبدا عن جهودها في توسيع فتح مؤسساتها المالية، ولن تتغير أبدا قرارتها في مشاركة فرص التنمية مع العالم”، قال لي في حفل الافتتاح.

وأضاف أن الهيئات التنظيمية ستعزز نظام المعاملة الوطنية قبل الإنشاء بالقائمة السلبية، وتوسيع نطاق الوصول إلى السوق للاستثمار الأجنبي، وستصبح الأنظمة والسياسات المالية أكثر استقرارا وقابلية للتنبؤ وشفافية للسعي إلى بناء بيئة مؤسسية حكيمة وعادلة.

وقال وانغ إن جهود الصين لبناء نفسها كقوة مالية ستكون لها تأثير إيجابي على النظام المالي العالمي وستساهم في استقرار المالية العالمية وإقامة نظام مالي دولي أكثر عدلا ومساواة.

وأضاف كونغ أن بناء الصين لدولة ذات قطاع مالي قوي سيعود بالنفع على الاقتصاد الحقيقي ومصالح جميع البلدان النامية.

حتى الآن، أنشأت جميع البنوك الهامة عالميا البالغ عددها 30 فروعا في الصين، ودخلت ما يقرب من نصف أكبر 40 شركة تأمين عالمية السوق الصيني، أظهرت بيانات رسمية.

واستفادت ستاندرد تشارترد، البنك البريطاني المتعدد الجنسيات، من است